أخبرنا أبو عبد الله الفزراني هذا بجميع كتاب «الحكّام وولاة الأحكام بمدينة السلام» تصنيف القاضي أبي العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي بسماعه له منه ، وفيه إلى آخر ولاية قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي (١).
وسألت البهجة الفزراني عن مولده ، فقال : ولدت سنة ثلاثين وخمس مئة. وتوفي يوم الثلاثاء سابع عشري صفر سنة ثلاث وست مئة ، ودفن بباب حرب بمقابر الشهداء ، رحمهمالله تعالى.
٥٣ ـ محمد (٢) بن أحمد بن بختيار بن عليّ بن محمد بن إبراهيم بن جعفر ، أبو الفتح بن أبي العباس المعروف بابن المندائيّ.
من أهل واسط ، العدل القاضي ابن العدل القاضي ، الثّقة الفاضل الثبت الصّدوق.
ولد بواسط ، وحمل إلى الكوفة لما تولّى والده القضاء بها وهو طفل وسمع بها من الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي النّحوي شيئا من شرحه لكتاب «اللّمع» لأبي الفتح بن جنّي.
ثم دخل بغداد ، ونشأ بها ، وتلقّن القرآن الكريم ، وعلّق الفقه. وسمع الحديث الكثير من البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد ابن الدّبّاس ، وروى عنه
__________________
(١) توفي القاضي ابن المندائي في سنة ٥٥٢ ، وهو مترجم في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٢ ، وكانت وفاة أبي القاسم الزينبي سنة ٥٤٣ وهو على القضاء (ابن الجوزي ١٠ / ١٣٥ ، ابن الأثير ١٢ / ٥٩ ، ابن كثير ١٢ / ٢٢٥ ، الذهبي : العبر ٤ / ١١٩ ، وتاريخ الإسلام ١١ / ٨٣٢ ، والعيني ١٦ / ورقة ١٨٦ ـ ١٨٧ ، وابن العماد ٣ / ١٣٥).
(٢) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ١١٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٦٤. وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ١٨ وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٢٠ ، والصفدي في الوافي ٢ / ١١٦ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٥٢ ، وتصحف فيه «المندائي» إلى «السنداي» ، والجزري في غاية النهاية ٢ / ٥٦ وتصحف فيه «المندائي» إلى «الميداني» ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣١٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٩٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٧.