سمعنا منه ، وكتبنا عنه ، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الملقب بالبهجة قلت له : أخبركم أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد العطّار قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التّميمي ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الدّيباجي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار إملاء ، قال : أخبرنا حميد ابن الربيع ، قال : حدثنا أبو علقمة الفروي (١) ، قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن بسرة ، قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من مسّ فرجه فليتوضأ» (٢).
__________________
(١) هو أبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الفروي المتوفى سنة ١٩٠ ه من رجال التهذيب.
(٢) بسرة هي بنت صفوان بن نوفل ابنة أخي ورقة بن نوفل. وهذا الحديث وإن اختلف في إسناده اختلافا كثيرا لكنه حديث صحيح ؛ صححه الإمام أحمد ، وابن معين ، والترمذي والدار قطني وغيرهم.
وقد تكلّم بعض العلماء في سماع هشام بن عروة لهذا الحديث من أبيه فنفاه شعبة وابن معين والنسائي ، وأثبته الإمام أحمد كما في المسند ٦ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧ فصرح هشام بالسماع ، وكذلك هو في العلل له أيضا (٣٧٤٤). أما الاختلاف في إسناده على هشام بحيث روي مرة عن أبيه عن بسرة ، وروي مرة أخرى عن أبيه عن مروان عن بسرة فلا يضر ، ذلك أن عروة سمع هذا الحديث من مروان بن الحكم ، ثم أراد أن يزداد توثقا في الحديث ، فسأل عنه بسرة ، فصدّقت ما روى عنها مروان ، ومثل هذا لا يعد اضطرابا ، كما بيناه في تعليقنا على الترمذي.
وحديث هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة أخرجه ابن معين في تاريخه (رقم ٤٧١٨) ، وأحمد في المسند ٦ / ٤٠٧ وفي العلل ٢ / ٥٧٩ ، والترمذي (٨٢) ، والنسائي ١ / ٢١٦ ، والطبراني في الكبير ٢٤ / حديث رقم (٥١٨) ، وابن حبان (١١١٥) ، والدار قطني في العلل ٥ / الورقة ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، والبيهقي ١ / ١٣٧ ـ ١٣٨ وغيرهم. وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي ، وفي التعليق المطول لصديقنا العلامة الشيخ شعيب الأرنؤوط على مسند أحمد ٤٥ / ٢٧١ ـ ٢٧٤ ففيه فوائد جمة.