قد كان في الهجران ما يزع الهوى |
|
لو يستفيق من الغرام مشوق |
لكنّني آبى لعهدي أن يرى |
|
بعد الصّفاء ، وورده مطروق |
إن عادت الأيّام لي بطويلع |
|
أو ضمّني والظّاعنين (١) طريق |
لأنبّهنّ على الغرام بزفرتي |
|
ولتطربنّ بما أبثّ النّوق |
وأنشدني أبو الحسن عليّ بن نصر بن هارون ، قال : أنشدني الأجل أبو الفرج بن جيّا لنفسه من قصيدة (٢) :
أما والعيون النّجل تصمي نبالها |
|
ولمع الثنايا كالبروق تخالها |
ومنعطف الوادي تأرّج نشره |
|
وقد زار في جنح الظّلام خيالها |
لقد (٣) كان في الهجران ما يزع الهوى |
|
ولكن بعيد (٤) في الطّباع انتقالها |
٤٤ ـ محمد (٥) بن أحمد بن علي بن محمد ، أبو عبد الله الأديب الحمّاميّ.
من أهل أصبهان ، يعرف بالمصلح.
قدم بغداد حاجا ، وحدّث بها في صفر سنة تسع وستين وخمس مئة عن أبي
__________________
(١) ياقوت : «والنازحين» ، وما هنا موافق لما نقله القفطي.
(٢) أوردها القفطي نقلا من هذا الكتاب ، وأوردها الصفدي في الوافي وزاد عليها بيتين وفي رواية الصفدي بعض الاختلاف. وأوردها أيضا ياقوت في معجم الأدباء.
(٣) في ياقوت والصفدي : «وقد» ، وما هنا موافق لما في القفطي.
(٤) ياقوت والصفدي «شديد» ، وما هنا كما عند القفطي.
(٥) ترجمه ياقوت في معجم البلدان (٢ / ١٨٠ ط. صادر) ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ١٨٧ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٣٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩١٦ وقال فيه : أبو عبد الله الأصبهاني الجورتاني الحمامي الأديب المعروف بالمصلح ، واختاره في مختصر المحتاج ١ / ١٤. وترجمه الصفدي في الوافي ٢ / ١٠٨ نقلا من تاريخ ابن النجار ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٨٠ ـ ٣٨١ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٠٤ وغيرهم.