الحج ـ خمسين سنة.
وله تصنيف في الطريقة ورياضة النفس والسلوك ، ولنا منه إجازة.
قرىء عليه شيء من تصانيفه فيما أظن ، واستوطن في آخر عمره همذان وسكن بروذراور (١) منها ، وتوفي بها في شهر رمضان سنة أربع وثماين وخمس مئة. وكان ذكر لي ما يدل أنّ مولده في سنة خمس مئة ، والله أعلم.
٧٥ ـ محمد (٢) بن إبراهيم بن خطّاب ، أبو عبد الله المغربيّ.
من أهل الأندلس ، قدم بغداد في سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، وسمع بها من جماعة ، وخرج إلى أصبهان واستوطنها وسمع بها من شيوخ ذلك الوقت.
ثم قدم بغداد بعد ذلك حاجا وسمع معنا من أبي الفرج بن كليب ، وغيره مثل أبي محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب ابن الصّابوني ، وأبي القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب ، وأبي القاسم يحيى بن أسعد بن بوش. وانحدر إلى واسط وقرأ بشيء من القراءات على أبي بكر ابن الباقلاني المقرىء في أول مقدمه ومنها صار إلى أصبهان.
وكان خيّرا ساكنا.
خرج إلى الحج في سنة خمس وتسعين وخمس مئة فحج وتوجه إلى مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم فتوفي في طريقه قبل دخوله المدينة في ذي الحجة من هذه السنة ، ودفن حيث توفي.
٧٦ ـ محمد (٣) بن إبراهيم بن عثمان التّركستانيّ الأصل الواسطيّ المولد ، أبو عبد الله ، أخو عمر وعثمان ابني إبراهيم المعروفين (٤) ببني التّركي الوعظ.
قدم محمد هذا بغداد مرارا ، وسمع بها الحديث من جماعة مع أخيه
__________________
(١) ياقوت : معجم البلدان ٣ / ٧٨ ، وهي بالقرب من نهاوند.
(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠١٤.
(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٨٩ ، وسبط ابن الجوزي ٨ / ٥١٢.
(٤) في النسختين : «المعروف» ولعله سبق قلم من الناسخ إذ لا يستقيم المعنى بها.