وأبو جعفر هذا فيه فضل ، وله معرفة بالأدب ، ويقول الشّعر ، وله مدائح في سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ـ كثيرة أوردها في المواسم والهناءات سمعناها منه حال إنشاده بالتّربة الشّريفة على ساكنها أفضل السّلام.
توفّي يوم الثلاثاء تاسع عشر شوّال سنة خمس عشرة وست مئة.
٤٠٨ ـ محمد (١) بن الفضل بن بختيار ، أبو عبد الله بن أبي المكارم الواعظ.
من أهل بعقوبا ، وكان يتولى الخطابة بها في الجمع ويعظ.
قدم بغداد وأقام بها مدّة ، وسمع بها فيما يقول من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السّجزي ، وعبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، وغيرهما. وببعقوبا من أبي إسحاق إبراهيم بن بدر بن أبي طالب البناريّ ـ وبنار (٢) المنسوب إليها من قرى براز الرّوز (٣) ـ ومن أبي طاهر المؤمّل بن نصر بن المؤمّل وغيرهم. وسكن بأخرة دقوقا (٤) ، ولقيته بها ، وكتبت عنه شيئا يسيرا. وكان قد حدّث بأحاديث من «سنن» أبي عبد الرحمن النّسائي ذكر أنها ثلاثيات للنّسائي وكانت وهما وقع في نسخة له ذكر أنّه سمعها من إبراهيم بن بدر المذكور فعرف الخطأ في ذلك
__________________
(١) ترجم له ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٩٠ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٤٢ ، وابن الشعار في العقود ٦ / الورقة ٢٢٢ ، والذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٠٧ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٥٢٩ ، وابن رجب في الذيل ٢ / ١٢٣ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٧٦.
(٢) معجم البلدان لياقوت ١ / ٤٩٦ ، ومراصد الاطلاع لابن عبد الحق ١ / ٢٢٣.
(٣) بالزاي وألف لام وراء مضمومة وواو ساكنة وزاي ، من طساسيج السواد ببغداد كما في معجم ياقوت ومراصد البغدادي ، وهي المعروفة اليوم باسم «بلدروز» من محافظة ديالى (بعقوبا).
(٤) دقوقا ، وتعرف اليوم باسم «داقوق» على طريق كركوك.