الأجيرِ من ذلك ، فكان حُكمها حُكمه ، وما تعاونَ فيه القياسُ والسماعُ أقوى من غيره.
فالحاصلُ أنك إذا قلت : آجره الدارَ والمملوكَ فهو من «أفْعل» لا غير ، وإذا قلت : آجَر الأجيرَ كان موجَّهاً. وأما قولهم : آجرتُ منك هذا الحانوتَ شهراً : فزيادةُ «من» فيه عامّيةٌ.
واسمُ الفاعلِ من نحو آجَره الدارَ : (مُؤجِرٌ) ، والآجِرُ في (٥ / ب) معناه غَلطٌ [إلا إذا صحَّتْ روايتُه عن السلَفِ فحينئذٍ يكونُ نظيرَ قولِهم : مكانٌ عاشِبٌ وبلدٌ ما حلٌ في معنى مُعْشِب ومُمْحِل](١).
واسمُ المفعولِ منه (مُؤجر) لا مُؤاجَر. ومن الثاني من آجر الأجيرَ (٢) : (مُؤجَرٌ) و (مُؤاجَرٌ) : ومن قال : (واجَرَ) فَعُذرُه أنه بناه على يُواجِرُ وهو ضعيف. وأما (الأجيرُ) فهو مثلُ الجليسِ والنديمِ في أنه «فعيل» بمعنى «المُفاعِل» ومنه : «لا تجوزُ شهادةُ الأجيرِ لمعلّمه» ، يعني به تلميذَه الذي يُسمّى الخليفة في ديارِنا (٣) لأنه يُسْتَأْجر.
وقوُله : «بيعُ أرضِ المُزارَعاتِ و (الإجارات) والإكارات والإخاذات جائزٌ» : يعني الأرضَ المملوكةَ إذا آجرَها أَربابُها ممن يَبني فيها ، و [الإكاراتُ : هي الأراضي التي يدفعُها أربابُها إلى الأكَرَةِ فيزرعونها ويَعمُرونها](٤). والإخاذاتُ : هي الأراضي الخَرِبَةُ التي
__________________
(١) ما بين مربعين ساقط من ع.
(٢) قوله «من آجر الاجر» ساقط من ع.
(٣) ع ، ط في ديارنا الخليفة.
(٤) ما بين مربعين مؤخر في ع إلى ما بعد الانتهاء من شرح الاخاذات والاخاذة.