ثم طاف خوارزم وغيرها من الأمصار ، وقرأ العلوم المختلفة على شيوخ عصره كالبقّالي والهرّاسي ، حيث نال فيها شهرة واسعة ولا سيما في الفقه الحنفي.
وكان معتزليّ الاعتقاد كالزمخشري ، وعندما توجه إلى الحج سنة ٦٠١ مرَّ ببغداد ، وحدّث فيها بشيء من تصانيفه ، وجرت له هناك مباحث مع جماعة من الفقهاء ، وأخذ أهل الأدب واللغة عنه ، كما قرأ عليه كثير من علماء العصر ، حتى سار ذكره وانتفع الناس به انتفاعاً عظيماً ، بعد أن وجدوا فيه إماماً حاذقاً في الفقه ، عارفاً بالحديث وحافظاً له ، جامعاً لشتات العربية وعلومها ، مطلعاً على دقائقها ، حتى قالوا : إنه لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأنواع الأدب ، وأيام الجاهلية وما يتعلق بها ، وحسبك قول ياقوت في مقدمة معجم البلدان ، وكان معاصراً له : «إمام من أهل الأدب جليل ، وشيخ يُعتمد عليه ويُرجّع في حلّ المشكلات إليه نبيل».
وقد لقّب المطرزي بخليفة الزمخشري لأنه ولد في السنة التي مات فيها الزمخشري ، وفي البلدة نفسها ، وسار على طريقته في الاعتزال والدعوة إليه ، وتأثر به كثيراً ، حتى إنه يدعوه شيخه في عدة مواضع من كتابه هذا : «المغرب» ، وأيضاً حين ينقل عن «أساس البلاغة» الذي ألفه الزمخشري.
وهذا ما جعل الوهم يتسرب إلى أذهان بعض المصنفين ، الذين زعموا أن المطرزي قرأ على الزمخشري : كالسيوطي في بغية الوعاة ، وطاش كبري في مفتاح السعادة ، وتبعهما من المتأخرين صديق حسن خان في كتابه «أبجد العلوم».
أما أسرة المطرزي فلا نعرف عنها شيئاً ، سوى أن له ولداً يدعى