يتضح بعض ما نريد الإلماح إليه كما يلي :
١ ـ لقد كان مشركو مكة وجبابرتها ، وعتاتها ، ورموز الظلم والكيد والتعدي على حرمات الله فيها ، يحاربون الله ورسوله ، ويهتكون حرمة بيت الله ، وينتهكون حرمة الحرم. ثم هم يدّعون أنهم سدنة البيت ، وأولياؤه ، وحماة الحرم وأبناؤه.
وقد رد الله تعالى ذلك عليهم ، فقال : (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (١).
ولنا حول موضوع البيت وولايته حديث ذكرناه في كتابنا «دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام» ، ولعلنا نحتاج لإيراد موجز عنه فيما يأتي من مطالب إن شاء الله تعالى ..
٢ ـ إن الكعبة بيت الله ، والحرم المكي حرم الله ، ولا بد من أن تتجلى في هذه الأماكن المقدسة ، والمشاعر المعظمة عبودية الإنسان لربه بكل أبعادها ، ومختلف تجلياتها.
وخير من يجسد هذه العبودية هم المؤمنون بالله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، ولا يشركون به شيئا ، فإن الشرك ينقص من مقام العبودية هذا .. بل هو يصرفها إلى غير الله تبارك وتعالى إلى حد التمحض في ذلك الغير ..
ولأجل ذلك اختار «صلىاللهعليهوآله» بيان هذه الحقيقة ، وإسقاط هذه المغالطة التي يمارسها المدّعون لها كذبا وزورا ..
__________________
(١) الآية ٣٤ من سورة الأنفال.