(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (١). قد نزل في أبي بكر.
فقد كان حمله وفصاله ثلاثين شهرا ، حملته أمه تسعة أشهر ، وأرضعته واحدا وعشرين شهرا ، أسلم أبواه جميعا ، ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أن أسلم أبواه غيره ، فأوصاه الله تعالى بهما ، ولزم ذلك من بعده.
فلما نبئ رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وهو ابن أربعين سنة ، صدّق أبو بكر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ، فلما بلغ أربعين سنة قال : «ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ» واستجاب الله له ، فأسلم ووالداه وأولاده كلهم (٢).
ونقول :
إن للعلامة الأميني ملاحظات على هذا الحديث المزعوم نشير إليها وإلى غيرها في ضمن النقاط التالية :
أولا : إن كون أم أبي بكر أرضعته واحدا وعشرين شهرا ، وحملت به
__________________
(١) الآية ١٥ من سورة الأحقاف.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ج ١٦ ص ١٩٣ و ١٩٤ والكشاف ج ٤ ص ٣٠٣ وفتح القدير ج ٥ ص ٢٠ والرياض النضرة ج ١ ص ٦٨ وتفسير الخازن ج ٤ ص ١٣٢ وتفسير النسفي (مطبوع بهامش الخازن) ج ٤ ص ١٣٢ وعن مرقاة الوصول ص ١٢١ والدر المنثور ج ٦ ص ٤٠ و ٤١ عن ابن عساكر ، وعن ابن مردويه.