وآله» بمحوها.
فهل محاها حقا ، أم أن الذي محاها هو أسامة ، أم الفضل بن العباس؟!
ولو قبلنا : أن عمر قد امتثل أمر النبي «صلىاللهعليهوآله» ومحا الصور ، فلما ذا ترك صورة إبراهيم «عليهالسلام» وهو يستقسم بالأزلام؟!
وقد حاول الحلبي أن يرفع التنافي بين الروايات ، فقال : إن عمر محا الصور كلها باستثناء صورة إبراهيم ، وإسماعيل ، ومريم والملائكة (١).
وأغرب من ذلك : أن نجد الزهري ينسب إبقاء صورة إبراهيم إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نفسه ، فيقول : «لما دخل النبي «صلىاللهعليهوآله» فرأى فيها صور الملائكة وغيرها ، ورأى صورة إبراهيم «عليهالسلام» ، قال : قاتلهم الله ، جعلوه شيخا يستقسم بالأزلام.
ثم رأى صورة مريم ، فوضع يده عليها ، ثم قال : امسحوا ما فيها من الصور إلا صورة إبراهيم» (٢).
والسؤال هنا هو : إذا كان وجود الصور جائزا فما الحاجة إلى محوها؟ وإن كان حراما ، فلما ذا ترك صورة إبراهيم «عليهالسلام»؟!
وإن كان لا مانع من بقاء الصور لكنه لاحظ عنوانا ثانويا ، وهو أنه يخشى من أن تدخل في اعتقادات الناس ، وينتهي الأمر بهم إلى نوع من الشرك في العبادة ، فذلك المحذور موجود من خلال إبقائه صورة إبراهيم «عليهالسلام» أيضا.
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٨٧.
(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٣٤.