أن الهجرة باقية ما دام هناك خوف على النفس من أعداء الله تعالى وأعداء أهل الإيمان ، وقد صرح بذلك أمير المؤمنين «عليهالسلام» في خطبة له ، قرر فيها «عليهالسلام» : أن الهجرة من أرض يضطهد فيها أهل الإيمان باقية وقائمة.
وصرح أيضا «عليهالسلام» : بأن الهجرة هي لمن عرف حجة الله في الأرض ، وليست لأهل الضلال والإنحراف ، ومن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض ، وتعصب وكابر (١).
٢ ـ إن الهجرة التي نفاها رسول الله «صلىاللهعليهوآله» هي الهجرة من مكة بعد فتحها ، ولم يرد نفي موضوع الهجرة ، وقد أوضح حديث عائشة المتقدم ذلك.
٣ ـ إن الذين كانوا يأتون إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بعد الفتح ، ويصرون أن يبايعوه على الهجرة إنما كانوا يفعلون ذلك لأنهم عرفوا أن للهجرة قيمة في الإسلام ، وأن للمهاجر مقاما منيفا ، وموقعا رفيعا وشريفا. فأرادوا أن ينالوا شرفا ليس فيهم ، ومقاما ليس لهم ، فمنعوا من ذلك على لسان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ولذلك صاروا يوسطون الآخرين للحصول على ما منعوا منه ، فلم تنفعهم الوساطات شيئا.
ولكن إذا كان أهل الحق والصدق يواجهون في بلد آخر ضغوطا واضطهادا من أجل دينهم ، ثم هاجروا فرارا بدينهم إلى بلد الإسلام ،
__________________
(١) راجع : خطبة رقم ١٨٧ في نهج البلاغة ، والبحار ج ٦٦ ص ٢٢٧ والإيجاز والإعجاز للثعالبي ص ٣٢.