طلب من جيشه أن يكفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر ، وذلك لما يلي :
١ ـ لقد كانت سياسة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في دخول مكة هي أن يدخلها بعنفوان يضع حدا لاستكبار المستكبرين فيها ويمنعهم من التفكير بالمقاومة ، مع حرص شديد وتصميم أكيد على عدم إراقة أي نقطة دم فيها ، وذلك حفاظا منه على حرمة بيت الله وحرمه .. فكيف يمكن أن نتصوره يسمح لخزاعة بأن تنفذ مذبحة في بني بكر في نفس حرم الله وفي جوار بيته؟!
٢ ـ إن السماح لخزاعة بالفتك ببني بكر ينافي الأمان الذي أعطاه النبي «صلىاللهعليهوآله» لأهل مكة ، حيث لم يستثن منه بني بكر ..
٣ ـ من هم الخزاعيون الذين سمح لهم النبي «صلىاللهعليهوآله» بقتل بني بكر؟ هل هم خزاعيو مكة ، أم خزاعيون جاؤوا معه؟
٤ ـ لماذا سمح لخزاعة بقتل بني بكر ، ولم يسمح لها بقتل قريش ، التي شاركت بني بكر في المجزرة التي ارتكبت في حق الخزاعيين .. وقريش هي التي أرسلت زعيمها أبا سفيان إلى المدينة ليدلس الأمر على المسلمين ، ويضيع دماء المظلومين!!
٥ ـ لقد أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأن ينادى في الناس : من ألقى سلاحه فهو آمن ، أو دخل بيته ، أو كان تحت راية أبي رويحة الخ .. فهل سمع هؤلاء الناس هذا النداء ، وأصروا على القتال وحمل السلاح؟!
وإذا كانوا أصروا على ذلك ، فلما ذا يهربون إلى البحر وإلى اليمن؟!
وإذا كانوا قد ألقوا سلاحهم ، فلما ذا يلاحقونهم بالقتل إلى الحزوّرة ، والمسجد ، وإلى البحر ، أو إلى اليمن؟!