٢ ـ لماذا اجتمع هذان الجاسوسان بأبي بكر وعثمان فقط؟! وأين كان عمر بن الخطاب عن هذا الإجتماع؟ ونحن نجد الإقتران الدائم بين أبي بكر وعمر في مختلف الحالات والوقائع ..
ثم أين كان أبو عبيدة ، وابن عوف .. وسالم وغير هؤلاء ممن يعدون فريقا واحدا؟!
٣ ـ لما ذا يحرض أبو بكر وعثمان ذينك الجاسوسين على الطلب من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن يدعو الله لرفع البلاء عن قوم مشركين ، محاربين لله ولرسوله؟! ولماذا يسعى أبو بكر وعثمان لرفع القتل عنهم ، ومنع المسلمين من الظفر بهم؟! ..
وما معنى هذا العطف منهما على أولئك المشركين؟!.
٤ ـ وفي محاولة للتخفيف من سماجة هذا الواقع الهجين ، قال الزرقاني :
إن قوله «صلىاللهعليهوآله» : اللهم ارفع عنهم ، إنما أجيب في الذين في القرية ، دون من في الجبل ، لوقوعها بعد قتلهم (١).
والهدف من هذا التوجيه هو : تجنب القول : بأن مطلوب أبي بكر وعثمان والجاسوسين هو رفع البلاء عن الذين أخذتهم سيوف المسلمين ، ليسلم منهم من لم تحصده تلك السيوف ، بل يكون المطلوب هو : مجرد رفع البلاء عن الذين بقوا في الحصن ، ولم يخرجوا منه ، فإنهم هم الذين حين علموا بما جرى للجاسوسين مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، أرسلوا وفدهم إليه «صلىاللهعليهوآله» بإسلامهم ..
__________________
(١) شرح المواهب للزرقاني ج ٥ ص ١٧١.