غير أن هذا التوجيه غير مقبول ولا معقول ، لأنه يتنافى ، بل يتناقض مع صريح الرواية .. كما لا يخفى على من لاحظ كلماتها ، وعباراتها ..
فإن أبا بكر وعثمان قد طلبا من الجاسوسين أن يطلبا من النبي الدعاء برفع البلاء عن الذين أخبر النبي «صلىاللهعليهوآله» عنهم ، بأنهم ينحرون كالبدن ، ويتعرضون للقتل والفناء ، بسيوف المسلمين ..
على أن قول الزرقاني : إن دعاء النبي «صلىاللهعليهوآله» برفع البلاء عنهم ، إنما حصل بعد قتل من قتل ، لا يحل الإشكال ، فإن المفروض : أن بعضهم قد قتل ، ولكن المعظم قد بقي ، فجاءت الدعوة لكي تحفظ وتنجي من بقي وكان في معرض القتل ، وأما الذين بقوا في الحصن فلا داعي للدعاء لهم ، فقد كانوا في مأمن من كل سوء ..
٦ ـ ألا يعد هذا الموقف من أبي بكر وعثمان من مفردات تولي الكافرين ، الذي حذر الله تعالى المؤمنين والمسلمين منه ، وبين لهم آثاره السيئة؟! ..
٧ ـ لماذا يريد أبو بكر وعثمان منع المسلمين من ممارسة حريتهم في قمع عدوهم ، إلى حد أنهما يطلبان من الله أن يتدخل لمنعهم من ذلك بصورة جبرية قاهرة؟! ..
٨ ـ وهل صحيح : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد استجاب لطلب ذينك الجاسوسين وطلب من الله رفع البلاء عن المشركين ، الساعين إلى إطفاء نور الله وقتل المؤمنين؟!
٩ ـ وإذا كان البلاء قد ارتفع فعلا ، فهل ارتفع عنهم بطريق الجبر الإلهي ، ومنع الأيدي من التحرك ، أو التصرف بحركتها لكي تصبح ضرباتهم خائبة؟! ..