الرفع البالغ إلا في الإستسقاء ، ويدل عليه قوله : حتى رؤي الخ ..
ويؤيده : أن غالب الأحاديث الواردة في رفع اليدين في الدعاء : المراد به مدّ اليدين وبسطها عند الدعاء. وكأنه عند الإستسقاء زاد ، فرفعهما إلى جهة وجهه حتى حاذتاه ، وبه حينئذ يرى بياض أبطيه.
أو على صفة اليدين في ذلك ، لما في مسلم عن أنس : أنه «صلىاللهعليهوآله» استسقى ، فأشار بظهر كفه إلى السماء ..
ولأبي داود عن أنس : كان يستسقي هكذا ، ومد يديه ، وجعل بطونها مما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه ..
قال النووي : قال العلماء : السّنّة في كل دعاء لرفع بلاء : أن يرفع يديه جاعلا ظهور كفيه إلى السماء ، وإذا دعا بسؤال شيء وتحصيله أن يجعل كفيه إلى السماء الخ ..
وتعقب الحمل الثاني : بأنه يقتضي أنه يفعل ذلك ، وإن كان استسقاؤه للطلب كما هنا ، مع أنه نفسه ذكر : أن ما كان لطلب شيء كان ببطون الكفين إلى السماء ..
والظاهر : أن مستند هذا استقراء حاله «صلىاللهعليهوآله» في دعاء الإستسقاء وغيره (١) ..
ونقول :
إن خير كلمة نقولها هي :
إننا لم نزل نسمع : أن الفاخوري يضع أذن الجرّة في المكان وبالكيفية
__________________
(١) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٥ ص ٢١٠.