التي تروق له .. ولكن الفاخوري ـ وهو الزرقاني هنا ـ قد عجز عن الإمساك بالجرّة وبأذنها ، لأن مرض الرعاش قد أسقطهما من يده فتحطمتا بمجرد محاولته الإمساك بهما ، فلم يعد هناك من جرّة تحتاج إلى أذن .. ولا تجد بعد أذنا لتبحث لها عن جرّة ..
وخلاصة القول : إن ما ذكره الزرقاني من وجوه جمع وتأويلات وافتراضات لا يسمن ولا يغني من جوع .. بل هو مضر جدا ، لأنه يفسح المجال أمام أهل الأهواء ليتلاعبوا بالنصوص ، من دون أي وازع أو رادع ، لأن هذه التأويلات والوجوه التي ذكرها ، ما هي إلا افتراضات واحتمالات لا شاهد لها ، ولا تستطيع ألفاظ الحديث أن تدل أو أن تشير إلى شيء منها ..
فإذا جاز التعلق بمثل هذه الإفتراضات والتأويلات ، فسيكون بالإمكان تحريم الحلال وتحليل الحرام ، وقلب الأمور رأسا على عقب في مختلف المواضع ، إذ لا يعقل أن تكون باء هؤلاء تجرّ ، وباء غيرهم لا تجرّ ، فإن الباء باء أينما كانت ، وحيثما وجدت.
فإذا قيل : كان «صلىاللهعليهوآله» لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الإستسقاء .. فلا يمكن تفسير هذا بأنه كان لا يرفع يديه رفعا بالغا.
كما لا يصح القول : بأن المراد أن المتكلم لم يره يفعل ذلك ..
كما أنه لا يدل على ذلك كون المراد برفع اليدين مدهما وبسطهما في غالب أحاديث رفع اليدين .. إذ من الذي قال : إن المراد بالرفع في تلك الأحاديث هو : المد والبسط ، فإن الرفع يصدق على هذا المستوى من الرفع ، وعلى غيره ، فما الذي أوجب تعيّن هذه المرتبة من الرفع دون سواها ..
وأما حمل رفع اليدين في الإستسقاء على إرادة الإشارة بظهر كفية إلى