تعالى رسوله بمكرهم.
فلما بلغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» تلك العقبة نادى مناديه للناس : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أخذ العقبة فلا يأخذها أحد ، واسلكوا بطن الوادي ، فإنه أسهل لكم وأوسع : فسلك الناس بطن الوادي إلا النفر الذين مكروا برسول الله «صلى الله عليه وآله» لما سمعوا ذلك استعدوا وتلثموا.
وسلك رسول الله «صلى الله عليه وآله» العقبة ، وأمر عمار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة ويقودها ، وأمر حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه.
فبينا رسول الله «صلى الله عليه وآله» يسير من العقبة إذ سمع حسّ القوم قد غشوه ، فنفروا ناقة رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى سقط بعض متاعه.
وكان حمزة بن عمرو الأسلمي لحق برسول الله «صلى الله عليه وآله» بالعقبة ، وكانت ليلة مظلمة ، قال حمزة : فنوّر لي في أصابعي الخمس ، فأضاءت حتى جمعت ما سقط من السوط والحبل وأشباههما.
فغضب رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأمر حذيفة أن يردهم ، فرجع حذيفة إليهم ، وقد رأى غضب رسول الله «صلى الله عليه وآله» ومعه محجن ، يضرب وجوه رواحلهم وقال : إليكم إليكم يا أعداء الله تعالى.
فعلم القوم أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد اطلع على مكرهم ، فانحطوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس.
وأقبل حذيفة حتى أتى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال : اضرب الراحلة يا حذيفة ، وامش أنت يا عمار ، فأسرعوا حتى استوى بأعلاها ،