المسلمين إلى باب قصر أكيدر ، فخذاه ، وائتياني به.
قال الزبير : وكيف يا رسول الله «صلى الله عليه وآله» نأتيك به ومعه من الجيش الذي قد علمت ، ومعه في قصره ـ سوى حشمه ـ ألف ما دون عبد وأمة وخادم؟
قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : تحتالان عليه ، وتأخذانه.
قال : يا رسول الله ، وكيف وهذه ليلة قمراء ، وطريقنا أرض ملساء ، ونحن في الصحراء لا نخفى؟
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : أتحبان أن يستركما الله عن عيونهم ، ولا يجعل لكما ظلا إذا سرتما ، ويجعل لكما نورا كنور القمر لا تتبينان منه؟
قالا : بلى.
قال : «عليكما بالصلاة على محمد وآله الطيبين ، معتقدين أن أفضل آله علي بن أبي طالب ، وتعتقد يا زبير أنت خاصة أن لا يكون علي «عليه السلام» في قوم إلا كان هو أحق بالولاية عليهم ، ليس لأحد أن يتقدمه.
فإذا أنتما فعلتما ذلك وبلغتما الظل الذي بين يدي قصره من حائط قصره ، فإن الله سيبعث الغزلان والأوعال إلى بابه ، فتحك قرونها به ، فيقول : من لمحمد في مثل هذا؟ فيركب فرسه لينزل فيصطاد.
فتقول له امرأته : إياك والخروج ، فإن محمدا قد أناخ بفنائك ، ولست آمن أن يحتال عليك ، ودس من يغزونك.
فيقول لها : إليك عني فلو كان أحد يفصل عنه في هذه الليلة لتلقاه في هذا القمر عيون أصحابنا في الطريق. وهذه الدنيا بيضاء لا أحد فيها ، فلو كان في ظل قصرنا هذا إنسي لنفرت منه الوحش.