فينزل ليصطاد الغزلان والأوعال ، فتهرب من بين يديه ، ويتبعها فتحيطان به وتأخذانه».
وكان كما قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فأخذوه ، فقال : لي إليكم حاجة.
قالوا : ما هي؟ فإنا نقضيها إلا أن تسألنا أن نخليك.
قال : تنزعون عني ثوبي هذا ، وسيفي ومنطقتي وتحملونها إليه ، وتحملوني في قميصي لئلا يراني في هذا الزي ، بل يراني في زي تواضع فلعله أن يرحمني.
ففعلوا ذلك ، فجعل المسلمون والأعراب يلبسون ذلك الثوب ويقولون : هذا من حلل الجنة ، وهذا من حلي الجنة يا رسول الله؟
قال : «لا ، ولكنه ثوب أكيدر ، وسيفه ومنطقته ، ولمنديل ابن عمتي الزبير وسماك في الجنة أفضل من هذا ، إن استقاما على ما أمضيا من عهدي إلى أن يلقياني عند حوضي في المحشر.
قالوا : وذلك أفضل من هذا؟
قال : بل خيط من منديل بأيديهما في الجنة أفضل من ملء الأرض إلى السماء مثل هذا الذهب.
فلما أتي به رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال : يا محمد أقلني ، وخلني على أن أدفع عنك من ورائي من أعدائك.
فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله» : فإن لم تف به؟
قال : يا محمد ، إن لم أف لك فإن كنت رسول الله فسيظفرك بي ، من منع ظلال أصحابك أن يقع على الأرض حتى أخذوني ، ومن ساق الغزلان إلى بابي حتى استخرجتني من قصري ، وأوقعتني في أيدي أصحابك.