والتصرف التكويني ، فلعل ذلك يكون على معنى أن أجواءها ومحيطها الإيماني يساعد على تصفية النفوس وتزكيتها ، وإبعاد الشوائب السيئة عن أهلها .. بالإضافة إلى الألطاف والبركات التي تحل على الناس ، لأجل تاريخها المجيد ، في خدمة الإسلام وأهله ، وبركات حلول رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيها ..
ثانيا : إن ثمة ما يبرر شكنا في صحة نسبة هذا الكلام إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، إذ إن أهل المدينة سرعان ما انقلبوا على أعقابهم ، واختاروا خط العداء لأهل البيت «عليهم السلام» ومنابذتهم ، حتى لم يبق في المدينة وفي مكة عشرون (١) رجلا يحبهم «عليهم السلام» (٢).
فما معنى هذا الثناء على أناس ستكون هذه حالهم مع أهل بيت رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، الذين أمر الله ورسوله بمحبتهم ومودتهم؟!
ثالثا : لم نعرف المراد بنفيها خبث أهلها!! فإن كان يراد به تطهيرهم من الخبث الباطني والأخلاقي ، وإعادتهم إلى حالة الصفاء والنقاء من الشوائب كما أشير إليه فيما رووه : «إنها طيبة ، تنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الفضة» (٣) ، فنقول :
__________________
(١) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٠٤ والغارات لللثقفي ج ٢ ص ٥٧٣ والبحار ج ٣٤ ص ٢٩٧ وج ٤٦ ص ١٤٣ ومستدرك سفينة البحار ج ٨ ص ٥٧٩ ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٧٣٠ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٩٨.
(٢) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٠٤ والبحار ج ٤٦ ص ١٤٣.
(٣) وفاء الوفاء ج ١ ص ٤٢ عن البخاري ، ومسند أحمد ج ٥ ص ١٨٤ وج ٥ ص ١٨٧ و ١٨٨ وصحيح البخاري ج ٥ ص ٣١ و ١٨١ وصحيح مسلم ج ٤ ص ١٢١