ابن عبد البر وغيره قد ادّعوا : أن ذلك يختص بزمنه «صلى الله عليه وآله» (١).
ودعواه باطلة أيضا ، فإن ذلك لم يحصل في زمن النبي «صلى الله عليه وآله» ، بل كان المنافقون والفاسدون مقيمين فيها ولم يخرجوا منها.
فلذلك ادّعى النووي : أن ذلك سيكون في زمن الدجال حسبما تقدم عن البخاري (٢).
غير أنهم يروون : أنه حين خروج الدجال يأتي أحدا ، فيصعد أحدا ، أو ينزل بذباب يخرج إليه مشركوها وكفارها ومنافقوها .. وهذا لا ينطبق على الرواية التي تتحدث عن أنها تنفي خبثها في آخر الزمان ، لأنها هي لم تخرج المنافقين والكفار ، بل هم خرجوا منها (٣).
ويؤكد ما نرمي إليه : أن الرواية تشبه المدينة بالكير الذي ينفي خبث الفضة ، وخروجهم منها ، من دون أي فعل أو تأثير لها يجعل تشبيهها بالكير في غير محله ..
ولأجل ذلك ادّعى الآقشهري : أن المراد بنفي خبثها أمر الملائكة بنقل
__________________
(١) وفاء الوفاء ج ١ ص ٤٢ عن ابن عبد البر ، وعمدة القاري للعيني ج ١٠ ص ٢٣٥ عن عياض ، وسبل الهدى والرشاد ج ٣ ص ٣٠٩.
(٢) وفاء الوفاء ج ١ ص ٤٢ عن أحمد وغيره برجال الصحيح.
(٣) وفاء الوفاء ج ١ ص ٦٢ عن أحمد برجال الصحيح ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم ، وابن حجر ، وراجع : مجمع الزوائد ج ٣ ص ٣٠٨ والمعجم الأوسط ج ٢ ص ٣٤٠ وج ٤ ص ٢٤ وكنز العمال ج ١٤ ص ٣٣٠ ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٣٨ وفتح الباري ج ١٣ ص ٨٢ وج ١٣ ص ٢٥٧.