وآله» فإنهم وإن كانوا يبلغون عنه إلا أن المرجعية العليا في ذلك هي للإمام بعده «صلى الله عليه وآله» ، لأنه هو الحافظ للشريعة وأحكامها والكتاب وآياته. وكل ما يتداولونه حينذاك إنما يصح الإعتماد عليه لأنه تحت إشرافه وبإمضائه «عليه السلام» وهذا غير ما سيأتي تحت رقم (٥) فإن المذكور هناك هو الإستدلال بالأولوية ، فإذا كان لا يصلح للنيابة في تبليغ رسالة فكيف يصلح للنيابة في الرياسة العامة ، وأما هنا فإنه استدلال مباشر على أصل المسألة التي هي مقام النيابة عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» في حفظ الشريعة وتبليغها ، ويكون المورد ـ أي تبليغ براءة ـ من مصاديقها.
٢ ـ إنه «صلى الله عليه وآله» خاف أن يضعف أبو بكر في أداء مهمته ، وربما ينكل عن مواجهة المشركين بهذا الإعلان القوي. حيث إنه قد يخشى من المشركين أن يغتالوه أو أن يؤذوه ، ولا يثق بنصرة أهل مكة له ، لأنهم كانوا حديثي عهد بالإسلام.
وقد أشار المعتزلي إلى ذلك فقال : لعل السبب في ذلك ، أن عليا «عليه السلام» ، من بني عبد مناف ، وهم جمرة قريش في مكة ، وعلي «عليه السلام» أيضا شجاع لا يقام له ، وقد حصل في صدور قريش منه الهيبة الشديدة ، والمهابة العظيمة ، فإذا حصل مثل هذا البطل وحوله من بني عمه من هم أهل العزة والقوة والحمية ، كان أدعى إلى نجاته من قريش ، وسلامة نفسه الخ .. (١).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٠٠ والبحار ج ٣٠ ص ٤٢٣.