التي أطلقتها زينب «عليه السلام» : «رضا الله رضانا أهل البيت» (١).
ويدل على ذلك خوف أبي بكر من أن يكون قد نزل في حقه شيء من القرآن ، مع أنه يعلم أن الله تعالى أعدل العادلين وأكرم الأكرمين ، فلو لم يكن قد صدر منه شيء خشي المؤاخذة عليه ، أو أضمر شيئا خشي افتضاحه ، لم يكن معنى لخوفه ، ولا لسؤاله عن ذلك ..
ولعل مما يدل على ذلك ما صرحت به الرواية عن علي «عليه السلام» : من أن أبا بكر كان قد تثاقل عن حمل الكتاب كما تثاقل غيره ، حتى لجأ النبي «صلى الله عليه وآله» إلى فرض ذلك عليه ، وإلزامه به (٢).
الثاني : إن أبا بكر كان يرشح نفسه لأخطر موقع ، وأسمى مقام ، فإذا لم يكن أهلا لما يرشح نفسه له ، بل كان من موجبات الهلاك والدمار ، والفساد والبوار ، وسيلحق بالإسلام وأهله ضررا عظيما ، وهائلا ، فإنه يجب تعريف الناس بعدم أهليته لهذا المقام ، وإفهامهم أنه فاقد للمواصفات التي تؤهله لما هو أدنى من ذلك بدرجات ، ويكون نفس طموحه وسعيه لهذا الأمر ذنبا عظيما وخطأ جسيما يصحح إجراء العقوبة عليه ، ولا أقل من أنه يوجب سقوط حقه في كل ما تكون مراعاته من أسباب تقويته على الوصول إليه ..
وبعد أن يتم هذا البيان ، وتقوم به الحجة ، يتحمل الناس أنفسهم
__________________
(١) راجع : البحار ج ٤٤ ص ٣٦٧ واللهوف لابن طاووس ص ٣٨ وكشف الغمة ج ٢ ص ٢٣٩ ومعارج الوصول ص ٩٤ ومثير الأحزان ص ٢٩ ولواعج الأشجان ص ٧٠ ونزهة الناظر وتنبيه الخاطر ص ٨٦ والمجالس الفاخرة للسيد شرف الدين ص ٢٠٧ عن مقتل الخوارزمي ج ١ ص ١٨٦.
(٢) راجع : الخصال ج ٢ ص ٣٦٩ والبحار ج ٣٥ ص ٢٨٦ وج ٣٨ ص ١٧٢.