الخلاف والمخالفة فيه ، بما في ذلك : أن لا يطوف بالبيت عريان. وإبطال عادات الجاهلية فيما يرتبط بعرفات ، وإنذار المشركين وإعطائهم مهلة إلى أربعة أشهر ، والإعلان عن عدم تجديد عهد مع مشرك ..
وذلك كله يحتاج إلى حزم وحسم ، وتصميم ، واعتبار هذه القرارات نهائية ، لا مجال للمساومة ولا للماطلة فيها ..
ومن جهة أخرى لا بد من أن ينقطع أمل كل أهل الشرك ومن يعنيهم هذا الإعلان من أن يجدوا في القائم بعد النبي «صلى الله عليه وآله» أدنى تعاطف معهم ، بعد وفاته «صلى الله عليه وآله» ، بنقض هذه القرارات ، أو بأن يخفف من حدتها ..
فإذا كان علي «عليه السلام» الذي لم يشرك بالله طرفة عين ، وكان هو حامل راية التوحيد الخالص منذ خلقه الله تعالى ، والذي هو نفس الرسول «صلى الله عليه وآله» بنص القرآن ، وهو أخوه ، وهو منه بمنزلة هارون من موسى ، فإذا كان علي هو المبلغ عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فإنه يكون هو الأعمق أثرا ، وهو الأولى بإعلان براءة الله ورسوله من الشرك والمشركين.
أما أبو بكر الذي عاش أجواء الشرك طيلة عشرات السنين من حياته ، فلن يكون قادرا على إعلان البراءة الحقيقية من الشرك والمشركين بنفس القوة والحزم والفاعلية ، أو هذا ما سيفكر به المشركون على أقل تقدير.
ويؤكد هذه الحقيقة الشواهد التالية :
ألف : قد تقدم : أن بعض الروايات عن علي «عليه السلام» تقول : إنه «صلى الله عليه وآله» كتب الكتاب ، وعرض على جميع أصحابه المضي به إلى