المشركين ، فكلهم يرى التثاقل فيهم ، فلما رأى ذلك ندب منهم رجلا ، فوجهه به ، فأتاه جبرئيل «عليه السلام» ، فقال : يا محمد ، لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك ، فأنبأني رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك ، ووجهني بكتابه ورسالته إلى مكة الخ .. (١).
ب : قد صرحت بعض نصوص الرواية بأكثر من ذلك ، فعن الإمام الباقر «عليه السلام» قال : لما سرح رسول الله «صلى الله عليه وآله» أبا بكر بأول سورة «براءة» إلى أهل مكة أتاه جبرئيل «عليه السلام» ، فقال : يا محمد ، إن الله تعالى يأمرك أن لا تبعث هذا ، وأن تبعث علي بن أبي طالب «عليه السلام» ، وإنه لا يؤديها عنك غيره ..
فأمر النبي «صلى الله عليه وآله» علي بن أبي طالب «عليه السلام» ، فلحقه ، فأخذ منه الصحيفة ، وقال : ارجع إلى النبي.
فقال أبو بكر : هل حدث في شيء؟!.
فقال : سيخبرك رسول الله.
فرجع أبو بكر إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، فقال : يا رسول الله ، ما كنت ترى أني مؤد عنك هذه الرسالة؟!.
فقال له النبي «صلى الله عليه وآله» ، أبى الله أن يؤديها إلا علي بن أبي طالب «عليه السلام».
فأكثر أبو بكر عليه من الكلام ، فقال له النبي «صلى الله عليه وآله» :
__________________
(١) الخصال ج ٢ ص ٣٦٩ والبحار ج ٣٥ ص ٢٨٦ وج ٣٨ ص ١٧٢.