وهب لي منك عارفة |
|
تعرّف ما تنكّر لي (١) |
وتهديني إلى رشدي |
|
وتمنعني من الزّلل |
وتحملني على سنن |
|
يؤمّنني من الوجل (٢) |
فأنت دليل من عميت |
|
عليه مسالك السّبل |
وإنك شافع برّ |
|
وموئلنا من الوهل (٣) |
وإنك خير مبتعث |
|
وإنك خاتم الرّسل |
فيا أزكى الورى شرفا |
|
وشافيهم من العلل |
ويا أندى الأنام يدا |
|
وأكرم ناصر وولي |
نداء مقصّر وجل |
|
بثوب الفقر مشتمل |
على جدواك معتمدي |
|
فأنقذني من الدّخل (٤) |
وألحقني بجنّات |
|
لدى درجاتها الأول |
بصدّيق وفاروق |
|
وعثمان الرّضى وعلي |
فأنت ملاذ معتصم |
|
وأنت عماد متّكل |
عليك صلاة ربك ج |
|
لّ في الغدوات والأصل |
ومذ شممنا من أرج تلك الأرجاء الذاكية ، واستضأنا بسرج تلك الأضواء الزاكية ، ظهر من الشوق ما كان بطن ، ولم يخطر ببالنا سكن ولا وطن ، ويا سعادة من أقام بتلك البقاع الشريفة وقطن : [الكامل]
مرّ النسيم بربعهم فتلذّذا |
|
حتى كأنّ النّشر صار له غذا (٥) |
فصحا وصحّ وصاح لا أشكو أذى |
|
قل للصّبا ما ذا حملت من الشّذا |
أمسست طيبا أم علاك عبير |
||
يا أيها الحادي الذي من وسمه |
|
قصد الحبيب وأن يلمّ برسمه |
__________________
(١) العارفة : العطية.
(٢) السّنن : بفتح السين والنون جميعا ـ الطريق.
(٣) الوهل : الضعف والجبن والفزع.
(٤) الدّخل : الفساد.
(٥) النشر : الريح الطيبة.