حاز الشّفوف فكلّ خلق دونه |
|
فالغيث يسأل إذ يسيل يمينه (١) |
والشمس تستهدي الشروق جبينه |
|
والله فضّله وأظهر دينه |
ووفى لنا فيه بصدق الموعد |
||
نطقي يغادي ذكره ويراوح |
|
وبه ينافج مسكة وينافح |
تعيي اللسان محامد وممادح |
|
طوبى لمن قد عاش وهو يكافح |
عنه يناضل باللسان وباليد |
||
هو صفوة العرب الألى أحسابهم |
|
أسيافهم قرنت بها أسبابهم (٢) |
فهم لباب المجد وهو لبابهم |
|
من آل بيت لم تزل أنسابهم |
تنبي لهم عن طيب عنصر مولد |
||
شرف النّبوّة قد رسا في أهلها |
|
وسما على الزّهر العلا بمحلّها |
ساق السوابق للفخار برسلها |
|
نطق الكتاب كما علمت بفضلها |
وقضى به نصّ الحديث المسند |
||
فوق السّماك توطّنت وتوطّدت |
|
وتفرّدت بالمصطفى وتوحّدت (٣) |
فهي الخلاصة صفّيت فتجرّدت |
|
من معدن فيه الرسالة قد بدت |
من عصر آدمنا لعصر محمد |
||
طالوا فلم يبقوا لمجد مصعدا |
|
صالوا ففي أيمانهم حتف العدا (٤) |
سئلوا فهم لعفاتهم غيث الجدا |
|
أهل السقاية والرفادة والنّدى |
والكعبة البيت الحرام المقصد |
||
المطعمون وقد طوى ألم الطّوى |
|
الناهضون إذا الصريخ لهم نوى (٥) |
العاطفون إذا الطريق بهم لوى |
|
أهل السّدانة والحجابة واللّوى (٦) |
__________________
(١) الشّفوف : جمع شف ـ بكسر الشين أو فتحها ـ وهو الفضل.
(٢) الألى : الذين.
(٣) السماك : كل ما ارتفع ، والسماكان : نجمان.
(٤) صالوا : عظموا وقووا ، والمصعد : مكان الصعود.
(٥) في ب : طوى المري الطّوى.
(٦) في ب : ثوى بدل لوى.