البصرة لما صف الخيول قال لأصحابه : لا تعجلوا على القوم حتى أعذر فيما بيني وبين الله عزوجل وبينهم ، فقام إليهم فقال : يا أهل البصرة هل تجدون على جورا في حكم الله؟ قالوا : لا ، قال : فحيفا في قسم (١) قالوا : لا قال : فرغبت في دنيا أخذتها لي ولأهل بيتي دونكم فنقمتم على فنكثتم بيعتي؟ قالوا : لا ، قال : فأقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم؟ قالوا : لا ، قال فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث؟ انى ضربت الأمر أنفه وعينه فلم أجد الا الكفر أو السيف ثم ثنى الى أصحابه فقال : ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) فقال أمير المؤمنين عليهالسلام والذي فلق الحبة وبرىء النسمة واصطفي محمدا بالنبوة انهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت.
٦١ ـ في أمالي شيخ الطائفة «قدسسره» باسناده الى ابى عثمان البجلي مؤذن بنى أقصى قال بكير اذن لنا أربعين سنة ، قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) ثم حلف حين قرأها انه ما قوتل أهلها منذ نزلت حتى اليوم ، قال بكير : فسألت عنها أبا جعفر عليهماالسلام؟ فقال : صدق الشيخ هكذا قال على عليهالسلام هكذا كان.
٦٢ ـ في تفسير العياشي عن أبى الطفيل قال : سمعت عليا عليهالسلام يوم الجمل وهو يحض الناس على قتالهم يقول : والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم : (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) فقلت لأبي الطفيل : ما الكنانة قال : السهم يكون موضع الحديد فيه عظم تسميه بعض العرب الكنانة.
٦٣ ـ عن الحسن البصري قال : خطبنا على بن أبى طالب عليهالسلام على هذا المنبر وذلك بعد ما فرغ من امر طلحة والزبير وعائشة صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وصلى على رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم قال : [يا] ايها الناس والله ما قاتلت هؤلاء الا بآية تركتها في كتاب الله ، ان الله يقول : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ
__________________
(١) قسم ـ كعنب ـ : جمع القسمة.