في أهل البوادي وصدقة أهل الحضر في أهل الحضر ولا يقسمه بينهم بالسوية وانما يقسمه على قدر ما يحضره منهم وما يرى ، وليس في ذلك شيء موقت موظف ، وانما يصنع ذلك بما يرى على قدر ما يحضر منهم فان كان في نفسك مما قلت شيء فالق فقهاء أهل البصرة فإنهم لا يختلفون في ان رسول الله صلىاللهعليهوآله كذا كان يصنع.
١٩٣ ـ في مجمع البيان قيل : ان الفقير هو المتعفف الذي لا يسأل ، والمسكين الذي يسأل عن ابن عباس والحسن والزهري ومجاهد ذهبوا الى ان المسكين مشتق من المسكنة بالمسألة وروى ذلك عن ابى جعفر الباقر عليهالسلام.
١٩٤ ـ وقيل : ان الفقير الذي يسأل والمسكين الذي لا يسأل ، وجاء في الحديث ما يدل على ذلك فقد روى عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال : ليس المسكين الذي ترده الاكلة والاكلتان والتمرة والتمرتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى فيغنيه ، ولا يسأل الناس شيئا ولا يفطن به فيتصدق عليه.
١٩٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم وبين الصادق عليهالسلام من هم؟ فقال : الفقراء هم الذين لا يسألون وعليهم مؤنات من عيالهم والدليل على انهم هم الذين لا يسألون قول الله عزوجل في سورة البقرة : (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً) والمساكين هم أهل الزمانة من العميان والعرجان (١) والمجذومين وجميع أصناف الزمنى الرجال والنساء والصبيان «والعالمين عليها» السعاة والجباة في أخذها وجمعها وحفظها حتى يؤدوها الى من يقسمها (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) قوم وحدوا الله ولم تدخل المعرفة قلوبهم أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتألفهم ويعلمهم كيما يعرفوا ، فجعل الله عزوجل لهم نصيبا في الصدقات لكي يعرفوا ويرغبوا
١٩٦ ـ وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليهالسلام قال : المؤلفة قلوبهم أبو سفيان بن حرب بن امية ، وسهيل بن عمرو وهو من بنى عامر بن الوى ، وهمام بن عمرو وأخوه و
__________________
(١) جمع الأعرج.