وشربوا من طيبات ما يشربون ، ولبسوا من أفضل ما يلبسون وسكنوا من أفضل ما يسكنون ، وتزوجوا من أفضل ما يتزوجون ، وركبوا من أفضل ما يركبون ، وأصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا وهم غدا جيران الله ، يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون لا ترد لهم دعوة ، ولا ينقص لهم نصيب من اللذة ، فالى هذا يا عباد الله يشتاق اليه من كان له عقل.
٨٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن احمد عن محمد بن عبد الله بن احمد عن على بن النعمان عن صالح بن حمزة عن أبان بن مصعب عن يونس بن ظبيان أو المعلى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما لكم من هذه الأرض؟ فتبسم ثم قال : ان الله تبارك تعالى بعث جبرئيل عليهالسلام وامره ان يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض ، منها سيحان وجيحان وهو نهر بلخ والخشوع وهو نهر الشاش (١) ومهران وهو نهر الهند ونيل مصر ودجلة والفرات فما سقت أو استقت فهو لنا ، وما كان لنا فهو لشيعتنا ، وليس لعدونا منه شيء الا ما غصب عليه ، وان ولينا لفي أوسع فيما بين ذه الى ذه يعنى من السماء الى الأرض ، ثم تلا هذه الاية : (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) المغصوبين عليها (خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) بلا غصب.
٨٧ ـ على بن محمد عن صالح بن أبي حماد وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين عليهالسلام على عاصم بن زياد حين لبس العبا وترك الملا وشكاه اخوه الربيع بن زياد الى أمير المؤمنين عليهالسلام انه قد غم اهله وأحزن ولده بذلك ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام على بعاصم بن زياد فجيء به فلما رآه عبس في وجهه فقال له : اما استحييت من أهلك أما رحمت ولدك أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها؟ أنت أهون على الله من ذلك ، أوليس الله يقول : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) أوليس يقول : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) الى قوله : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب اليه من ابتذالها بالمقال ، وقد قال
__________________
(١) بلد بما وراء النهر.