طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٥٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لقى عباد البصري على بن الحسين عليهماالسلام في طريق مكة فقال له : يا على بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينته ان الله تعالى يقول : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فقال له على بن الحسين صلوات الله عليهما : أتم الآية فقال : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) فقال على بن الحسين عليهماالسلام إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.
٣٥٩ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبيه الميمون عن ابى عبد الله عليهالسلام ان أمير المؤمنين عليهالسلام كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات : اللهم انك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك وندبت اليه أوليائك وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا وأكرمها لديك مآبا وأحبها إليك مسلكا ثم اشتريت فيه (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً) عليك حقا فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ثم وفي لك ببيعه الذي بايعك عليه غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدلا تبديلا ، والدعاء طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٦٠ ـ في نهج البلاغة قال عليهالسلام ألا حر يدع هذه اللماظة لأهلها (١) انه ليس لأنفسكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها الا بها.
٣٦١ ـ وفيه فلا أموال بذلتموها للذي رزقها ولا أنفس خاطرتم بها للذي
__________________
(١) هذا هو الصحيح الموافق لنسخ نهج البلاغة لكن في نسخ الكتاب «المماطلة» واللماظة ـ بفتح اللام ـ : ما تبقى في الفم من الطعام ولمظ الرجل : إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه وأخرج لسانه فمسح به شفتيه وكذلك التلمظ.