ـ وكذا في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا ، فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد وبقي العالم فيهم ، فلما كان ذلك اليوم نزل العذاب فقال العالم لهم : يا قوم أفزعوا الى الله عزوجل فلعله يرحمكم فيرد العذاب عنكم ، فقالوا : كيف نصنع؟ قال اجتمعوا واخرجوا الى المفازة وفرقوا بين النساء والأولاد وبين الإبل وأولادها ، وبين البقر وأولادها وبين الغنم وأولادها ثم أكبوا وادعوا ، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجوا وبكوا ، فرحمهمالله وصرف عنهم العذاب وفرق العذاب على الجبال وقد كان نزل وقرب منهم ، فاقبل يونس لينظر كيف اهلكهم الله فرأى الزارعون يزرعون في أرضهم ، قال لهم : ما فعل قوم يونس؟ فقالوا له ولم يعرفوه : ان يونس دعا عليهم فاستجاب الله عزوجل له ونزل العذاب عليهم فاجتمعوا وبكوا ودعوا فرحمهمالله وصرف ذلك عنهم وفرق العذاب على الجبال ، فهم اذن يطلبون يونس ليؤمنوا به فغضب يونس ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله تعالى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٤٠ ـ وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليهالسلام قال : لبث يونس في بطن حوت ثلثة أيام ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر : (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فاستجاب الله له فأخرجه الحوت الى الساحل ثم قذفه فألقاه الى الساحل وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع ، فكان يمصه ويستظل به وبورقه ، وكان تساقط شعره ورق جلده ، وكان يونس يسبح ويذكر الله بالليل والنهار ، فلما ان قوى واشتد بعث الله دودة فأكلت أسفل القرع فذبلت القرعة ثم يبست ، فشق ذلك على يونس فظل حزينا ، فأوحى الله اليه : مالك حزينا يا يونس؟ قال : يا رب هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست؟ قال : يا يونس أحزنت بشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعن بها أن يبست حين استغنيت عنها ، ولم تحزن لأهل نينوى أكثر من مأة ألف أردت ان ينزل عليهم العذاب ، ان أهل نينوى آمنوا واتقوا فارجع إليهم ، فانطلق يونس الى قومه فلما دنى من نينوى استحيى أن يدخل ، فقال لراع لقيه : ائت أهل نينوى فقل لهم : ان يونس قد جاء ، قال الراعي : أتكذب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب؟ قال له يونس : اللهم ان هذه الشاة تشهد لك أنى