عن فاقته؟ والله ما دعاه الى حق ولا باطل الا أجابه اليه (١) فانزل الله تبارك وتعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) الى آخر الاية.
٣١ ـ في تفسير العياشي عن جابر بن أرقم عن أخيه زيد بن أرقم قال : ان جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله بولاية على بن أبي طالب عليهالسلام عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله مخافة تكذيب أهل الافك والنفاق ، فدعى قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم تدر ما نقول له ، وبكى صلىاللهعليهوآله فقال له جبرئيل عليهالسلام : يا محمد أجزعت من أمر الله؟ فقال : كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش ، إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرنى بجهادهم وأهبط الى جنودا من السماء فنصروني فكيف يقرون لعلى من بعدي؟ فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ).
٣٢ ـ عن عمار بن سويد قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في هذه الاية : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) وذكر نحو ما نقلنا عن روضة الكافي وبعد تمامه قال : ودعا رسول الله لأمير المؤمنين عليهالسلام في آخر صلوته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول : اللهم هب لعلى المودة في صدور المؤمنين ، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فانزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) بنى امية ، قال ركع (٢) والله لصاع من تمر في شن بال أحب الى مما سأل محمد ربه ، أفلا سأله ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) الى (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) ولاية على (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ) الى : «فان لم يستجيبوا لك في ولاية على فاعلم انه انما انزل إليك بعلم الله وان لا اله
__________________
(١) «هذه الرواية في تفسير على بن إبراهيم وفيها : فوالله ما دعا عليا قط الى حق أو باطل الا أجابه. منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)
(٢) كذا في النسخ لكن في المصدر والبحار والبرهان «رمع» بالميم وهو اسم مقلوب كما ذكرناه في ذيل العياشي ، ولم أجد لركع هاهنا معنى يناسب المقام.