قد أخذ عليهم عهد الله وميثاقه ان يردوني اليه ، قال : فانا احتال بحيلة فلا تنكر إذا رأيت شيئا ولا تخبرهم ، فقال : لا ، فلما جهزهم بجهازهم وأعطاهم وأحسن إليهم قال لبعض قوامه : اجعلوا هذا الصاع في رحل هذا وكان الصاع الذي يكيلون به من ذهب ، فجعلوه في رحله من حيث لم يقف عليه اخوته ، فلما ارتحلوا بعث إليهم يوسف وحبسهم ثم امر مناديا ينادى : (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) فقال اخوة يوسف : (ما ذا تَفْقِدُونَ* قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) اى كفيل فقال اخوة يوسف ليوسف عليهالسلام : (تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما كُنَّا سارِقِينَ) * قال» يوسف عليهالسلام (فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ* قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ) فاحبسه (فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ* فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ) فتشبثوا بأخيه وأجلسوه وهو قول الله عزوجل : (كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ) اى احتلنا له (كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ) عليهم فسئل الصادق عليهالسلام عن قوله عزوجل : (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) قال : ما سرقوا وما كذب يوسف فانما عنى سرقتم يوسف من أبيه.
١٢٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن سماعة عن ابى بصير قال : قال ابو عبد الله عليهالسلام : التقية من دين الله ، قلت من دين الله؟ قال : اى والله من دين الله ولقد قال يوسف : (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) والله ما كانوا سرقوا شيئا ولقد قال إبراهيم : (إِنِّي سَقِيمٌ) والله ما كان سقيما.
١٢٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن حماد بن عثمان عن الحسن الصيقل قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : انا قد روينا عن ابى جعفر عليهالسلام في قول يوسف : (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) فقال : والله ما سرقوا وما كذب وقال إبراهيم : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ) فقال : والله ما فعلوا وما كذب قال فقال أبو عبد الله عليهالسلام : ما عندكم فيها يا صيقل؟ قلت : ما عندنا فيها الا التسليم قال فقال ان الله أحب اثنين وأبغض اثنين : أحب الخطر (١) فيما بين الصفين وأحب الكذب
__________________
(١) الخطر : التبختر في المشي.