والحديث طويل ، أخذنا منه موضع الحاجة.
١٨٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى : (وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) وقوله تعالى : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ) الآية وقوله تعالى : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا).
١٨٤ ـ في تفسير العياشي عن مقرن عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كتب عزيز مصر الى يعقوب : اما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته (بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) واتخذته عبدا وهذا ابنك ابن يامين أخذته قد سرق فأخذته عبدا ، قال : فما ورد على يعقوب شيء أشد عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول : قف مكانك حتى أجيبه ، فكتب اليه يعقوب : اما بعد فقد فهمت كتابك انك أخذت إبني بثمن بخس واتخذته عبدا ، وانك اتخذت إبني ابن يامين وقد سرق واتخذته عبدا ، فانا أهل بيت لا نسرق ولكنا أهل بيت نبتلى وقد ابتلى أبونا بالنار فوقاه الله ، وابتلى أبونا اسحق بالذبح فوقاه الله ، وانى قد ابتليت بذهاب بصرى وذهاب إبني و (عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً) قال : فلما ولى الرسول عنه رفع يده الى السماء ثم قال : يا حسن الصحبة يا كريم المعونة يا خير كلمة (١) ايتني بروح [منك] وفرج من عندك ، قال : فهبط عليه جبرئيل عليهالسلام فقال ليعقوب : الا أعلمك دعوات يرد الله عليك بها بصرك ويرد عليك ابنيك؟ فقال له : بلى ، فقال : قل : يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته الا هو ، يا من سد الهواء بالسماء وكبس الأرض على الماء (٢) واختار لنفسه أحسن الأسماء ايتني بروح منك وفرج من عندك ، فما القى عمود الصبح حتى أتى بالقميص وطرح على وجهه فرد الله بصره ورد عليه ولده.
١٨٥ ـ عن أبى بصير عن أبى جعفر عليهالسلام قال : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا) الذي بلته دموع عيني (فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً) لو قد شم ريحي (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) وردهم الى يعقوب
__________________
(١) وفي المصدر «يا خيرا كله».
(٢) قال الطريحي : في الدعاء «يا من كبس الأرض على الماء ، اى أدخلها فيه ، من قولهم : كبس رأسه في ثوبه : أخفاه وادخله فيه ، أو جمعها فيه.