كل كبير ، يا من لا شريك له ولا وزير ، يا خالق الشمس والقمر المنير ، يا عصمة المضطر الضرير ، يا قاصم كل جبار مبير ، يا مغنى البائس الفقير ، يا جابر العظم الكسير ، يا مطلق المكبل (١) الأسير أسئلك بحق محمد وآل محمد أن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وترزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب ، قال : فلما أصبح دعا به الملك فخلى سبيله وذلك قوله و (قَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ).
٢١٣ ـ في روضة الكافي على عن أبيه عن الحسن بن على عن ابى جعفر الصائغ عن محمد بن مسلم قال : دخلت على ابى عبد الله عليهالسلام وعنده ابو حنيفة فقلت له : جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة ، فقال : يا ابن مسلم هاتها ، فان العالم بها جالس وأومى بيده الى ابى حنيفة ، قال : فقلت : رأيت كأنى دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت على فكسرت جوزا كثيرا ونثرته على ، فتعجبت من هذه الرؤيا! فقال ابو حنيفة : أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك ، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إنشاء الله تعالى ، فقال ابو عبد الله عليهالسلام : أصبت والله يا با حنيفة ، قال : ثم خرج ابو ـ حنيفة من عنده فقلت : جعلت فداك انى كرهت تعبير هذا الناصب فقال : يا ابن مسلم لا يسؤك الله ، فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا ، ولا تعبيرنا تعبيرهم ، وليس التعبير كما عبره قال : فقلت له : جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟ قال : نعم حلفت على انه أصاب الخطأ قال قلت له : فما تأويلها؟ قال يا ابن مسلم انك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثيابا جددا ، فان القشر كسوة اللب ، قال ابن مسلم فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا الا صبيحة الجمعة ، فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بى جارية فأعجبتنى فأمرت غلامي فردها ، ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بى وبها أهلي ، فدخلت علينا البيت ، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا ، فمزقت على ثيابا كنت ألبسها في الأعياد.
٢١٤ ـ وجاء موسى الزوار العطار الى ابى عبد الله عليهالسلام فقال له : يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآله رأيت رؤيا هالتني! رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الأجل
__________________
(١) المكبل : المقيد بالكبل وهو القيد.