بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار
٢٤ ـ وباسناده الى داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ان الملائكة كانوا يحسبون ان إبليس منهم وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية فقال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ).
٢٥ ـ في كتاب علل الشرائع أبي رحمهالله قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ان القبضة التي قبضها الله من الطين الذي خلق منه آدم أرسل إليها جبرئيل عليهالسلام أن يقبضها ، فقالت الأرض : أعوذ بالله ان تأخذ منى شيئا فرجع الى ربه فقال : يا رب تعوذت بك منى ، فأرسل إليها إسرافيل فقالت له مثل ذلك ، فأرسل إليها ميكائيل فقالت له مثل ذلك ، فأرسل إليها عزرائيل فتعوذت بالله منه ان يسبى (١) منها شيئا ، فقال ملك الموت : وانا أعوذ بالله ان أرجع اليه حتى اقبض منك ، قال : وانما سمى آدم آدم لأنه خلق من أديم الأرض (٢)
٢٦ ـ وباسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : آدم خلق من الطين كله ومن طين واحد؟ فقال : بل من الطين كله ، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة واحدة ، قال : فلهم في الدنيا مثل؟ قال : التراب فيه ابيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه اصهب ، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم ابيض وفيهم أصفر وأحمر وأصهب وأسود على ألوان التراب ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
__________________
(١) كذا في النسخ لكن في المصدر (باب نوادر العلل) «يأخذ منها شيئا» وعن بعض نسخه «يستثني» بدل «يأخذ»
(٢) «في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال عبد الله بن سلام : يا محمد أخبرني عن آدم من أي الأرض خلق؟ قال : خلق رأسه ووجهه من موضع الكعبة ، وخلق بدنه من بيت المقدس» «منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)