وتسيير الجبال انتقالها من أماكنها بارتجاج الأرض وزلزالها. وتقدم في سورة النبأ.
و (الْعِشارُ) جمع عشراء وهي الناقة الحامل إذا بلغت عشرة أشهر لحملها فقاربت أن تضع حملها لأن النوق تحمل عاما كاملا ، و (الْعِشارُ) أنفس مكاسب العرب ومعنى (عُطِّلَتْ) تركت لا ينتفع بها.
والكلام كناية عن ترك الناس أعمالهم لشدة الهول.
وعلى هذا الوجه يكون ذلك من أشراط الساعة في الأرض فيناسب (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ).
ويجوز أن تكون (الْعِشارُ) مستعارة للأسحبة المحملة بالمطر ، شبهت بالناقة العشراء. وهذا غير بعيد من الاستعمال ، فهم يطلقون مثل هذه الاستعارة للسحاب ، كما أطلقوا على السحابة اسم بكر في قول عنترة :
جادت عليه كلّ بكر حرّة |
|
فتركن كل قرارة كالدرهم |
فأطلق على السحابة الكثيرة الماء اسم البكر الحرة ، أي الأصيلة من النوق وهي في حملها الأول.
ومعنى تعطيل الأسحبة أن يعرض لها ما يحبس مطرها عن النزول ، أو معناه أن الأسحبة الثقال لا تتجمع ولا تحمل ماء ، فمعنى تعطيلها تكونها ، فيتوالى القحط على الأرض فيهلك الناس والأنعام. وعلى هذا الوجه فذلك من أشراط الساعة العلوية فيناسب تكوير الشمس وانكدار النجوم.
و (الْوُحُوشُ) : جمع وحش وهو الحيوان البري غير المتأنس بالناس.
وحشرها : جمعها في مكان واحد ، أي مكان من الأرض عند اقتراب فناء العالم فقد يكون سبب حشرها طوفانا يغمر الأرض من فيضان البحار فكلما غمر جزءا من الأرض فرت وحوشه حتى تجتمع في مكان واحد طالبة النجاة من الهلاك ، ويشعر بهذا عطف (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) عليه.
وذكر هذا بالنسبة إلى الوحوش إيماء إلى شدة الهول فالوحوش التي من طبعها نفرة بعضها عن بعض تتجمع في مكان واحد لا يعدو شيء منها على الآخر من شدة الرعب ، فهي ذاهلة عما في طبعها من الاعتداء والافتراس ، وليس هذا الحشر الذي يحشر الناس به