على ما يجري في المجمع ، وأن المشهود : هو الذي يطّلع الناس على ما يجري عليه.
ويجوز أن يكون الشاهد : الشاهدين من الملائكة ، وهم الحفظة الشاهدون على الأعمال. والمشهود : أصحاب الأعمال. وأن يكون الشاهد الرسل المبلغين للأمم حين يقول الكفار : ما جاءنا من بشير ولا نذير ومحمد صلىاللهعليهوسلم يشهد على جميعهم وهو ما في قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) [النساء : ٤١].
وعلى مختلف الوجوه فالمناسبة ظاهرة بين (شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) وبين ما في المقسم عليه من قوله : (وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ) ، وقوله : (إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ أي حضور.
وروى الترمذي من طريق موسى بن عبيدة إلى أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة». أي فالتقدير : ويوم شاهد ويوم مشهود. قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث ضعفه يحيى بن سعيد وغيره من قبل حفظه ا ه.
ووصف «يوم» بأنه «شاهد» مجاز عقلي ، ومحمل هذا الحديث على أن هذا مما يراد في الآية من وصف (شاهِدٍ) ووصف (مَشْهُودٍ) فهو من حمل الآية على ما يحتمله اللفظ في حقيقة ومجاز كما تقدم في المقدمة التاسعة.
وجواب القسم قيل محذوف لدلالة قوله : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) عليه والتقدير أنهم ملعونون كما لعن أصحاب الأخدود. وقيل : تقديره : أن الأمر لحق في الجزاء على الأعمال : أو لتبعثن.
وقيل : الجواب مذكور فيما يلي فقال الزجاج : هو (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) [البروج : ١٢] (أي والكلام الذي بينهما اعتراض قصد به التوطئة للمقسم عليه وتوكيد التحقيق الذي أفاده القسم بتحقيق ذكر النظير). وقال الفراء : الجواب : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) (أي فيكون قتل خبرا لادعاء ولا شتما ولا يلزم ذكر (قد) في الجواب مع كون الجواب ماضيا لأن (قد) تحذف بناء على أن حذفها ليس مشروطا بالضرورة).
ويتعين على قول الفراء أن يكون الخبر مستعملا في لازم معناه من الإنذار للذين يفتنون المؤمنين بأن يحلّ بهم ما حلّ بفاتني أصحاب الأخدود ، وإلا فإن الخبر عن