مخلوقة لعذابهم.
قال ابن عباس : كان الحجر إذا وقع على أحدهم نفط جلده فكان ذلك أول الجدري (١). وقال عكرمة : إذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري.
وقد قيل : إن الجدري لم يكن معروفا في مكة قبل ذلك.
وروي أن الحجر كان قدر الحمّص. روى أبو نعيم عن نوفل بن أبي معاوية الديلمي قال : رأيت الحصى التي رمي بها أصحاب الفيل حصى مثل الحمص حمرا بحتمة (أي سواد) كأنها جزع ظفار. وعن ابن عباس : أنه رأى من هذه الحجارة عند أم هاني نحو قفيز مخططة بحمرة بالجزع الظّفاري.
والعصف : ورق الزرع وهو جمع عصفة. والعصف إذا دخلته البهائم فأكلته داسته بأرجلها وأكلت أطرافه وطرحته على الأرض بعد أن كان أخضر يانعا. وهذا تمثيل لحال أصحاب الفيل بعد تلك النضرة والقوة كيف صاروا متساقطين على الأرض هالكين.
__________________
(١) بضم الجيم وفتح الدال المهملة ويقال بفتحهما لغتان : قروح إذا كثرت أهلكت وإذا أصابت الجلد بقي أثرها حفرا وتصيب العين فيعمى المصاب.