تلك الشهادة. فشبه الدين ببيت أو حظيرة على طريقة المكنية ورمز إليه بما هو من لوازم المشبه به وهو الدخول ، على تشبيه التلبس بالدين بتلبس المظروف بالظرف ، ففيه استعارة أخرى تصريحية.
و (النَّاسَ) : اسم جمع يدل على جماعة من الآدميين ، وقد تقدم عند قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) في سورة البقرة [٨]. وإذا عرّف اسم ناس باللام احتملت العهد نحو : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) [آل عمران : ١٧٣] ، واحتملت الجنس نحو : (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) [آل عمران : ١٧٣] واحتملت الاستغراق نحو : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ) [البقرة : ٨] ونحو : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) [الناس : ١].
والتعريف في هذه الآية للاستغراق العرفي ، أي جميع الناس الذين يخطرون بالبال لعدم إرادة معهودين معينني ولاستحالة دخول كل إنسان في دين الله بدليل المشاهدة ، فالمعنى : ورأيت ناسا كثيرين أو ورأيت العرب.
قال ابن عطية : «قال أبو عمر بن عبد البر النمري رحمهالله في كتاب «الاستيعاب» في باب خراش الهذلي : لم يمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفي العرب رجل كافر بل دخل الكل في الإسلام بعد حنين والطائف ، منهم من قدم ومنهم من قدم وافده» ا ه. وإنما يراد عرب الحجاز ونجد واليمن لأن من عرب الشام والعراق من لم يدخلوا في الإسلام ، وهم : تغلب وغسان في مشارف الشام والشام ، وكذلك لخم وكلب من العراق فهؤلاء كانوا نصارى ولم يسلم من أسلم منهم إلا بعد فتح الشام والعراق بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم يرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدخلون في دين الله رؤية بصرية.
ويجوز أن يكون الله أعلمه بذلك إن جعلنا الرؤية علمية.
والأفواج : جمع فوج وهو الجماعة الكثيرة ، وتقدم عند قوله تعالى : (هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) في سورة ص [٥٩] ، أي يدخلون في الإسلام قبائل ، وانتصب (أَفْواجاً) على الحال من ضمير (يَدْخُلُونَ)
وجملة : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) جواب (إِذا) باعتبار ما تضمنته من معنى الشرط ، وفعل (فَسَبِّحْ) هو العامل في (إِذا) النصب على الظرفية ، والفاء رابطة للجواب لأنه فعل إنشاء.
وقرن التسبيح بالحمد بباء المصاحبة المقتضية أن التسبيح لاحق للحمد لأن باء