قائمة الکتاب
سورة فاطر
سورة يس
سورة الصافات
الآيات : 27 ـ 37
٢٩٥فصل في معنى قوله : (وما منا إلا له مقام معلوم)
٢٥٧سورة ص
سورة الزمر
البحث
البحث في اللّباب في علوم الكتاب
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٦ ]
![اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٦ ] اللّباب في علوم الكتاب](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F3115_allubab-fi-ulum-alkitab-16%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٦ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :574
تحمیل
إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦) بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)(٣٧)
قوله : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) قيل : الأتباع والرؤساء يتساءلون متخاصمون. وقيل : هم والشياطين يقولون إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين أي من قبل الدين فتضلوننا عنه. قاله الضحاك ، وقال مجاهد : من الصراط الحق واليمين عبارة عن الدّين والحق كما أخبر الله عن إبليس : (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ) [الأعراف : ١٧] فمن (١) أتاه الشيطان من قبل اليمين أتاه من قبل الدين فليس عليه الحق (٢) ، واليمين ههنا استعارة عن الخيرات والسعادات لأن الجانب الأيمن أفضل من الجانب الأيسر إجماعا ، ولا تباشر الأعمال الشريفة إلا باليمين ويتفاءلون بالجانب الأيمن ويسمونه البارح (٣) وكان ـ عليه (الصلاة و) السلام ـ يحب التيامن في شأنه كله وكاتب الحسنات من الملائكة على اليمين ووعد الله المحسن أن يعطيه الكتاب باليمين. وقيل: إن الرؤساء كانوا يحلفون للمستضعفين أن ما يدعونهم إليه هو الحق فوثقوا بأيمانهم ، وقيل : عن اليمين أي عن القوة والقدرة كقوله : (لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) [الحاقة : ٤٥].
قوله : (عَنِ الْيَمِينِ) حال من فاعل : «تأتوننا». واليمين إما الجارحة عبّر بها عن القوة وإما الحلف لأن المتعاقدين بالحلف يمسح كل منهما يمين الآخر فالتقدير على الأول وتأتوننا أقوياء وعلى الثاني مقسمين حالفين (٤).
قوله : (بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) وهذا جواب الرؤساء للأتباع أي ما كنتم موصوفين بالإيمان حتى يقال : إنا أزلناكم عنه وإنما الكفر من قبلكم (وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ) من قوة وقدرة حتى نقهركم ونجبركم (بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ) ضالين (فَحَقَّ عَلَيْنا)(٥) وجب علينا جميعا (قَوْلُ رَبِّنا) يعني كلمة العذاب وهو قوله : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [هود : ١١٩].
قوله : «إنا لذائقوا العذاب» الظاهر أنه من إخبار الكفرة المتبوعين أو الجن بأنهم ذائقون العذاب. ولا عدول في هذا الكلام (٦). وقال الزمخشري : ولزمنا قول ربنا إنا لذائقون يعني وعيد الله بأنا لذائقون لعذابه لا محالة ولو حكى الوعيد كما هو لقال إنكم
__________________
(١) المرجعان السابقان.
(٢) المرجع السابق.
(٣) قال ابن منظور في اللسان : والبارح ما مر من الطير والوحش من يمينك إلى يسارك والعرب تتطير به لأنه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف والسّانح : ما مر بين يديك من جهة يسارك إلى يمينك والعرب تتيمن به لأنه أمكن للرمي والصيد. وفي المثل : «من لي بالسّانح بعد البارح». انظر : اللسان برح ٢٤٦.
(٤) البحر ٧ / ٣٥٧ والسمين ٤ / ٥٤٥.
(٥) البغوي ٦ / ٢١.
(٦) البحر والدر المرجعان السابقان.