٤ ـ في الدورة الرابعة بردت الأرض وأصبحت قابلة للحياة.
٥ ـ ثم ظهرت النباتات والأشجار على الأرض.
٦ ـ وبالتالي ظهرت الحيوانات والإنسان فوق سطح الأرض (١).
إنّ من الممكن إطلاق كلمة اليوم على الدورات الستة التي تمثلها النظرية العلمية ، ولكننا ـ مع هذا كله ـ لا نستطيع أن نفرض هذا الرأي على الآية القرآنية وأمثالها ، لأنه لم يصل إلى الحقيقة العلمية الحاسمة ، باعتبار انطلاقها من بعض المقدّمات الظنية الاستنتاجية التي يمكن أن تخطئ أو تصيب ، مما لا يمكن إخضاع القرآن له ، لأنه الذي يمثّل الكلمة الإلهية الفاصلة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
(اسْتَوى) : الاستواء ـ لغة ـ استقامة الشيء واعتداله ، والمراد به هنا السيطرة والاستيلاء والملك ، كما يقال : جلس فلان على العرش ، أي سيطر على الملك ، وثل عرشه أي خرجت السيطرة من يده وسقط ملكه ، وهو عبارة عن إحاطة الله الكاملة وسيطرته على الكون وتدبيره له من موقع القدرة المطلقة على جميع مقدّراته ومواقعه.
(الْعَرْشِ) : ـ في اللغة ـ كل شيء له سقف وربما يطلق على السقف نفسه ، كما في قوله تعالى (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) [البقرة : ٢٥٩]. وقد يطلق على سرير الملك وكرسيّه في مجلس الحكم والتدبير ، كما في قوله تعالى : (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها) [النمل : ٣٨].
أمّا استعماله في «عرش الله» ، فالظاهر أنه كناية عن الكون كله في عالم الوجود الذي يمثل الملك المطلق لله في كل شيء موجود.
__________________
(١) تفسير الأمثل ، ج : ٥ ، ص : ٦٧.