على كل حركته ، بحيث تشرف عليه في بقائه واستمراره ، فلا تهمله ـ بعد إيجاده ـ ليعيش في فوضى الصدف الضائعة في الفراغ.
(تَبارَكَ) : مأخوذة من البركة وأصلها الثبات ، والمراد منه الخير الكثير الثابت ، وأما مناسبته لله ، فهو في وجوده المبارك الأزلي الأبدي الذي هو منشأ الخيرات والبركات ومنبع الخير المستمرّ.
(تَضَرُّعاً) : تذلّلا. والتضرّع : التذلّل ، وهو إظهار الذلّ الذي في النفس ، ومثله التخشع ، ومنه التطلب لأمر من الأمور ، وأصل التضرع الميل في الجهات ذلّا من قولهم : ضرع الرجل يضرع ضرعا إذا مال بإصبعه يمينا وشمالا ذلّا وخوفا ومنه ضرع الشاة لأن اللبن يميل إليه ، ومنه المضارعة للمشابهة لأنها تميل إلى شبه ، والضريع نبت لا يسمن لأنه يميل مع كل داء.
(وَخُفْيَةً) : الخفية خلاف العلانية ، من : أخفيت الشيء إذا سترته.
(لا يُحِبُ) : محبة الله للعمل ثوابه عليه ومحبته للعامل رضاه عنه.
(الْمُعْتَدِينَ) : المتجاوزين للحدود ، والاعتداء : تجاوز الحدود.
(وَطَمَعاً) : الطمع : توقع محبوب يحصل.
(الرِّياحَ) : جمع ريح ، وهو الهواء المتحرك ، قال الراغب : كل موضع ذكر الله إرسال الريح بلفظ الواحد كان للعذاب ، وكل موضع ذكر فيه بلفظ الجمع كان للرحمة (١).
(رَحْمَتِهِ) : المراد بها هنا المطر.
(أَقَلَّتْ) : أي رفعت ، والإقلال : حمل الشيء بأسره حتى يقلّ في طاقة الحامل له بقوّة جسمه ، يقال : استقل بحمله استقلالا وأقله إقلالا.
__________________
(١) راجع : مفردات الراغب ، ص : ٢١١.