وأوضاعها السلبيّة.
وعادوا بعد ذلك إلى الله في روح خاشعة مبتهلة في دعاء حارّ عميق ، ليعينهم على مواجهة الموقف بالصلابة الإيمانيّة القوية التي لا تتزعزع ولا تتزلزل ولا تنهار ، حذرا من أن تسيطر عليهم بعض نوازع النفس الأمّارة بالسوء ، التي تمنّيهم السلامة ، وتحذّرهم من الهلاك ، فتدفعهم إلى تقديم التنازلات من غير أساس : (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً) ، واملأ به قلوبنا وعقولنا ومشاعرنا وخطواتنا ، لئلا نستسلم لنقاط الضعف الكامنة في أعماقنا. (وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ) حتى لا نضعف في حالة شدّة ، ولا نهتزّ في موقف زلزال ، بل تبقى لنا قوّة الإيمان حيّة نابضة حتى نلاقيك في إسلام القلب والوجه واليد واللسان.
إنه الموقف الرائع والنموذج العظيم للإيمان الصامد أمام الكفر الطاغي في أروع صورة للصراع الدامي بين قوى الكفر والطغيان ، وبين قوى الحق والإيمان ...
أمّا نحن ، فنشعر بالحاجة الكبيرة إلى أن نتمثّل هذا الموقف ، في ما نواجهه من تهاويل الطغاة وتهديداتهم وحجرهم على حرية الفكر الإسلامي الذي لا يريدون لأصحابه أن يتحركوا فيه إلا بمقدار صالح للاستغلال ، حيث يتحول إلى واجهة تحمي ما خلفها من انحرافات وأخطاء لما تضفيه عليه من قداسة الحق وحصانة الإيمان.
* * *