وحديث ألذّه هو ممّا |
|
ينعت الناعتون يوزن وزنا |
منطق صائب ويلحن أحيا |
|
نا وخير الحديث ما كان لحنا |
... وعلى هذا فيكون معنى الوزن أنه قام في النفس مساويا لغيره كما يقوم الوزن في مرآة العين كذلك ، وأما حسن القول الثاني فلمراعاة الخبر الوارد فيه والجري على ظاهره»(١).
وقد ذكر السيد الطباطبائي في الميزان ، أن الوزن يوم القيامة هو تطبيق الأعمال على ما هو الحق فيها ، وبقدر اشتمالها عليه تستعقب الثواب ، وإن لم تشتمل فهو الهلاك ، وهذا التوزين هو العدل ، والكلام في الآيات جار على ظاهره من غير تأويل» (٢). ولعل هذا هو الأقرب إلى سياق الفقرة ، لأن الظاهر اعتبار الحق هو الميزان ، بحيث يكون الحق هو الأساس في النتائج الإيجابية والسلبية في مصير الإنسان ، وهذا هو الذي تؤكده الآية في قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) [الأنبياء : ٤٧] ، حيث وصف الموازين بأنها القسط ، وهذا هو الذي جاء في حديث الإمام الصادق عليهالسلام في حديث هشام ابن الحكم عن الصادق عليهالسلام أنه سأله الزنديق فقال : «أو ليس توزن الأعمال؟ قال : لا ، إن الأعمال ليست بأجسام وإنما هي صفة ما عملوا ، وإنما يحتاج إلى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء ، ولا يعرف ثقلها وخفتها ، وإن الله لا يخفى عليه شيء ، قال : فما معنى الميزان؟ قال : العدل. قال فما معناه في كتابه : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ)؟ قال : فمن رجح عمله ... الخبر» (٣).
ولعل مشكلة الكثيرين من المفسرين في تفسيراتهم لكلمات القرآن أنهم
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٤ ص : ٦١٦.
(٢) الطباطبائي ، محمد حسين ، الميزان في تفسير القرآن ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت ـ لبنان ، ١٤١١ ه ، ١٩٩١ م ، ج : ٨ ، ص : ١٤.
(٣) المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان ، ط : ١ ، ١٤١٢ ه ـ ١٩٩٢ م ، م : ٣ ، ج : ٧ ، ص : ٣٧٠ ، باب : ١٠ ، رواية : ٣.