والذي ناداه هو الذي قال له : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي) (طه : ١٤) وكذلك قوله : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ) (القصص : ٦٢ ، ٦٥ ، ٧٤) وقوله : (يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ) (سبأ : ٤٠) وقوله : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ) (ق : ٣٠) الآية ، ومحال أن يقول سبحانه لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد قبل خلقها ووجودها.
وتأمل نصوص القرآن من أوله إلى آخره ونصوص السنة ، ولا سيما أحاديث الشفاعة وحديث المعراج وغيرها ، كقوله أتدرون ما ذا قال ربكم الليلة (١) وقوله : «إن الله يحدث من أمره ما يشاء ، وإن مما أحدث ألا تكلموا في الصلاة» (٢) وقوله : «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب» (٣).
وقد أخبر الصادق المصدوق أنه يكلم ملائكته في الدنيا فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ، ويكلمهم يوم القيامة ، ويكلم أنبياؤه ورسله وعباده المؤمنين يومئذ ويكلم أهل الجنة في الجنة ويسلم عليهم في منازلهم ، وأنه كل ليلة يقول : من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ، من يقرض غير عديم ولا ظلوم ، وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله أحيا أباك وكلمه كفاحا» (٤) ومعلوم أنه في ذلك الوقت كلمه وقال له : تمن علي.
إلى أضعاف أضعاف ذلك من نصوص الكتاب والسنة التي إن دفعت دفعت
__________________
(١) تقدم تخريجه وهو في «صحيح البخاري».
(٢) [حسن الإسناد وهو صحيح لغيره] رواه البخاري معلقا (١٣ / ٥٠٥ : فتح) ، وأخرجه أبو داود (٩٢٤) والنسائي (٣ / ١٩) ، وأحمد (١ / ٣٧٧) وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» وقال : حسن صحيح ا ه.
(٣) رواه البخاري (٧٤٤٣).
(٤) [حسن] رواه الترمذي (٣٠١٠) وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه ا ه ورواه ابن ماجه في (١٩٠) وحسنه الألباني في «صحيح ابن ماجه» و «ظلال الجنة» (٦٠٢).