والسلام ، ودعوى فاطمة عليهاالسلام وراثة تارة ، وتمليكا أخرى حتى دفعت عن ذلك بالرواية المشهورة عن النبي عليه الصلاة والسلام ، «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة».
* * *
* الخلاف السابع : في قتال مانعي الزكاة ، فقال القوم : لا نقاتلهم قتال الكفرة.
وقال قوم بل نقاتلهم حتى قال أبو بكر رضي الله عنه : لو منعوني عقالا (١) ممّا أعطوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم لقاتلتهم عليه ، ومضى بنفسه إلى قتالهم ، ووافقه جماعة الصحابة بأسرهم ، وقد أدّى اجتهاد عمر رضي الله عنه في أيام خلافته إلى ردّ السبايا والأموال إليهم ، وإطلاق المحبوسين منهم ، والإفراج عن أسراهم.
* * *
* الخلاف الثامن : في تنصيص أبي بكر على عمر بالخلافة وقت الوفاة ، فمن الناس من قال : قد وليت علينا فظا غليظا ، وارتفع الخلاف بقول أبي بكر : لو سألني ربي يوم القيامة ، لقلت : وليت عليهم خيرهم لهم.
وقد وقع في زمانه اختلافات كثيرة في مسائل ميراث الجد ، والإخوة ، والكلالة (٢) وفي عقل (٣) الأصابع ، وديات الأسنان ، وحدود (٤) بعض الجرائم التي
__________________
ـ سنة سبع صلحا فكان ينفق منها على نفسه وعلى بعض المحتاجين من بني هاشم. (راجع معجم البلدان ٤ : ٢٣٨ ، دار صادر).
(١) العقال : الحبل الذي يعقل به البعير الذي كان يؤخذ في الصدقة. وقيل ما يساوي عقالا من الصدقة. وفي رواية عناقا.
(٢) الكلالة : اسم لما عدا الولد والوالد من الورثة. وقيل : الكلالة من تكلّل نسبه بنسبك كابن العمّ ومن أشبهه. وقيل : هم الأخوة للأمّ .. والعرب تقول : لم يرثه كلالة : أي لم يرثه عن عرض بل عن قرب واستحقاق. (اللسان مادة كلل).
(٣) العقل : الدّية. وعقل القتيل : وداه ، وعقل عنه : أدّى جنايته. (اللسان مادة عقل).
(٤) حدود : جمع حدّ وهو العقوبة. وحدود الله : طاعته وأحكامه الشرعية.