لم يرد فيها نصّ ، وإنما أهمّ أمورهم : الاشتغال بقتال الروم ، وغزو العجم ، وفتح الله تعالى الفتوح على المسلمين ، وكثرت السبايا والغنائم ، وكانوا كلّهم يصدرون عن رأي عمر رضي الله عنه ، وانتشرت الدعوة ، وظهرت الكلمة ، ودانت العرب ، ولانت العجم.
* * *
* الخلاف التاسع : في أمر الشورى واختلاف الآراء فيها. واتفقوا كلهم على بيعة عثمان رضي الله عنه ، وانتظم الأمر واستمرت الدعوة في زمانه ، وكثرت الفتوح ، وامتلأ بيت المال ، وعاشر الخلق على أحسن خلق ، وعاملهم بأبسط يد ، غير أن أقاربه من بني أمية قد ركبوا نهابر (١) فركبته ، وجاروا فجير عليه ، ووقعت في زمانه اختلافات كثيرة وأخذوا عليه أحداثا كلها محالة (٢) على بني أميّة.
منها : رده الحكم (٣) بن أمية إلى المدينة بعد أن طرده رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان يسمى طريد رسول الله ، وبعد أن تشفّع إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أيام خلافتهما فما أجابا إلى ذلك ، ونفاه عمر من مقامه باليمن أربعين فرسخا.
ومنها : نفيه أبا ذر إلى الربذة (٤) ، وتزويجه مروان (٥) بن الحكم بنته ، وتسليمه خمس غنائم إفريقية له وقد بلغت مائتي ألف دينار.
__________________
(١) نهابر : جمع نهبورة وهي المهلكة.
(٢) محالة على بني أمية : أي منسوبة إليهم.
(٣) الحكم بن أمية : صحابي. كان فيما قيل يفشي سرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنفاه إلى الطائف وأعيد إلى المدينة في خلافة عثمان فمات فيها وقد كفّ بصره. وهو عمّ عثمان بن عفّان ووالد مروان ، (رأس الدولة المروانية). (راجع الإصابة ٢ : ٢٨ وتاريخ الإسلام ٢ : ٩٥).
(٤) الربذة : من قرى المدينة على ثلاثة أيام من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة. وبهذا الموضع قبر أبي ذر الغفاري. (معجم البلدان ٣ : ٢٤).
(٥) الخليفة الأموي. وهو أول من ملك من بني الحكم بن أبي العاص وإليه ينسب بنو مروان ودولتهم المروانية. توفي سنة ٦٥ ه / ٦٨٥ م.