اللغة والنحو والتصريف ، وإذا كانت مظنونة ، كان مدلول القرآن والسّنّة ظنيّا ، وهو باطل بالإجماع.
ولأنّ خبر الواحد إنّما يفيد الظنّ لو سلم عن المعارض والقدح في الناقل ، وهو منفيّ هنا ، فإنّ أجلّ ما صنّف في اللغة كتاب «سيبويه» (١) وكتاب «العين».
وقدح الكوفيّين في كتاب سيبويه وفي مصنّفه ظاهر.
واتّفق جمهور أهل اللّغة على القدح في كتاب «العين».
وأورد ابن جنّي (٢) في «الخصائص» بابا في قدح أكابر الأدباء بعضهم في بعض ، وبابا آخر في أنّ لغة أهل «الوبر» أصحّ من لغة أهل «المدر» ، وغرضه القدح في الكوفيّين ، وبابا آخر في الغريب ، لم يعلم إلّا من ابن أحمر الباهلي (٣).
__________________
(١) أبو بشر ، عمرو بن عثمان بن قنبر ، الملقّب ب «سيبويه» إمام النحاة وأوّل من بسط علم النّحو ، تلمّذ على الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفّى سنة ١٧٥ ه صاحب كتاب «العين» ، قيل : «سيبويه» بالفارسية رائحة التّفاح ، ولقّب بهذا اللقب لأنّ وجنتيه كانتا كأنّهما تفّاحتان ، وكان في غاية الجمال ، ولد سيبويه سنة ١٤٨ ه في إحدى قرى شيراز ، وقدم البصرة ، وصنّف كتابه المسمّى ب «كتاب سيبويه» المطبوع حديثا في مجلّدات ثلاث توفّي شابّا سنة ١٨٠ ه. لاحظ الأعلام للزركلي : ٥ / ٨١.
(٢) هو أبو الفتح ، عثمان بن جنّي الموصليّ ، النحويّ المشهور ، من أئمّة الأدب والنحو ، ومن أشهر مؤلّفاته : «كتاب الخصائص» و «سرّ الصناعة» و «التبصرة» و «اللّمع» مات سنة ٣٩٢ ه ببغداد. لاحظ الأعلام للزركلي : ٤ / ٢٠٤.
(٣) والمراد : لا يعلم أحد أتى به إلّا ابن احمر الباهلي وهو عمرو بن أحمر بن العمرّد بن عامر الباهلي ، شاعر مخضرم عاش نحو تسعين عاما ، كان من شعراء الجاهلية وأسلم. انظر الأعلام للزركلي : ٥ / ٧٢.